فضفضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حين ميسرة - 2007

اذهب الى الأسفل

حين ميسرة - 2007 Empty حين ميسرة - 2007

مُساهمة من طرف angel eyes الثلاثاء أبريل 15, 2008 2:03 pm

فى حديث رمزى هو اجمل مافى سيناريو حين ميسرة يقول فتحى لعادل ( من ساكنى العشوائيات ) " حصلت مرة عاركة كبيرى قوى ايام مشكلة الامن المركزى وعملوا حظر تجول واخوك رضا صمم انه ينزل عشان يشوف الدبابات وانا نزلت معاه , تعرف لما نزلنا ومشينا وسط العساكر والدبابات ماحدش حس بينا ولا اكننا باينيين , هو احنا مش موجودين ولا ايه ياعادل ؟ " . هذا الحديث يقودنا مباشرة الى قلب تجربة الثنائى السينمائى الجديد خالد يوسف و ناصر عبد الرحمن بالدخول الى عالم العشوائيات لينقلوا لنا واقع الحياة فى تلك المجتمعات الهامشية والمشاكل التى يعانى منها ساكنيها وذلك عن طريق نموذج ناهد ( سمية الخشاب ) وعادل ( عمرو سعد ) الذى نشأت بينهم علاقة غير شرعية كان نتاجها طفل يرفض ابوه الذى لايجد قوت يومه الاعتراف به وترفض امه التى لاتجد مأوى لها الاحتفاظ به , لنصبح بذلك امام الثلاث خيوط الرئيسية التى يحاول من خلالهم الثنائى مناقشة ابعاد القضية , ناهد التى اخذت تبحث عن يد تعطف عليها و تنقذها من الضياع وعادل الذى اصطبغت حياته بعشوائية بيئته والولد الذى تركه ابويه ليواجه مصيره المجهول فى هذه الحياة .
اتسم سيناريو حين ميسرة بافتقاده للدقة فى بناء شخصياته والاقناع فى تسيير حبكته
ففى معالجة شخصية ناهد نجد ان السيناريو نجح نسبياً فى التأسيس للاسباب التى جعلتها تفر الى الشارع من علاقة غير شرعية لايعترف بها الزوج الى اب متوفى الى زوج ام يتحرش بها الى ام تعيش فى عالم تخيلاتها الجنسى الخاص ولا تهتم بابنتها , ولكنه فشل بعد ذلك فى التطور بسلاسة الى الكيفية الطبيعية التى يجب ان توضع فيها الشخصية عن طريق الكثير من المط والتطويل والاحداث المفتعلة لتعظيم الماسأة .. الامر الذى قلب التعاطف المبدئى مع الشخصية الى لامبالاة .. فشخصية سلمت جسدها طواعية لرجل كانت تدرك جيدا انه يستمتع بها , ماالذى قد يمنعها من ان تسلم لحمها الرخيص الى عايدة او الى عدنان او الى اى شخص اخر ؟ انه التاجر الشاطر خالد يوسف الذى منعها ليستطيع ان ينفذ مشاهد دعائية تجذب الجمهور لفيلمه كمشهد الشذوذ ومشهد الاغتصاب , اما شخصية عادل حشيشة فقد نجح السيناريو فى البداية ايضاً بصبغها بعشوائية البيئة التى افرزتها فمن ميكانيكى الى تاجر مخدرات الى بلطجى الى مسجون ولكن سرعان ما انتقلت العشوائية من الشخصية الى المعالجة نفسها لتتوه معالم الشخصية فى زخم الاحداث الدخيلة وتظل احاديثها عن ابنه الضائع وناهد التى تنتظره احاديث مفروضة ولاتخرج من عباءة الشخصية , اما خط ايمن ضحية العلاقة فعلى الرغم من ان السيناريو استطاع ان ينفـُذ من خلاله الى عالم اطفال الشوارع ويصور مفرادته الصادمة عن قرب إلا ان التحول المفاجىء والغير مبرر الذى بـُنى عليه هذا الخط والذى جعل ايمن يستبدل دفء البيت ببرودة العراء يظل الشوكة التى وقفت فى حلق الجزء الوحيد من السيناريو الذى كان من الممكن ان يتم معالجته دون اخطاء . عدم وضوح الرؤية وتشتتها لدى ثنائى العمل يتضح بصورة اكثر فى العلاقة الثلاثية بين الشرطة وسكان العشوائيات والارهاب .. ففى الوقت الذى يرسم فيه السيناريو بتميز علاقة النفع المتبادلة بين الشرطة و بعض المجرمين من سكان العشوائيات ويرصد بجرأة الممارسات الخاطئة التى تقوم بها الشرطة كتعذيب الابرياء نجده يتعامل مع قضية الارهاب كمسير للحبكة فقط دون ان يتقصى اسباب نشأته وظهوره فى تلك المجتمعات بما يتناسب مع مقصد الفيلم الاساسى , وياليته حتى انقذ الحبكة بل جعلها تتهاوى تماما فى اردأ معالجة شهدتها الدراما المصرية بوجه عام لتلك القضية الخطيرة .
بعد انتهاء الفيلم تأسف خالد يوسف للجمهور على عدم نقل الواقع الذى عايشه الى السينما لانه اصعب من ان يـُنقل , وانا اتأسف له اننى لم اتعظ من لدغة هى فوضى ودخلت الجـُحر بقدمى مرة اخرى , و اقول له ان الفرق بين السينما المـُدعية والسينما الحقيقية ان الاولى تكتفى بالعرض وتهمل البناء اما الثانية فمن خلال دقة البناء تصل الى التأثير المـُفترض للعرض واظن انا وانت نعرف جيدا ماقدمته ينتمى الى اى من المدرستين . وارجو ان يكون عرض حين ميسرة بعد هى فوضى صدفة توزيعية ولايكون الامر له علاقة بخط واقعى جديد تنوى اتباعه او ماشابه , لأنه اذا كنت تعتقد انك قادر بذلك على اعادة الواقعية بقوة مرة اخرى الى شاشة السينما المصرية , فإنك للاسف الشديد تسىء اليها وتحرق مواضيع لو تركتها لاولى الامر سيخرجون من هذه المادة الثرية فى ظل وجود انتاج يحتويهم و يدعمهم افلاما مصرية واقعية حقيقية .

باستثناء الملابس والديكورات الخاصة بالعشوائيات فإن الجانب الفنى من العمل كان مخيب جدا للامال وياتى على راس المخفقين المونتيرة غادة عز الدين الذى استبشرت فيها خيرا فى هى فوضى ولكنها من خلال عملها فى حين ميسرة كشفت على كذب النبؤة , فعمل مثل هذا متعدد الخيوط لابد فيه من حس مونتاجى رفيع يربط مابين هذه التفرعات بوعى ليحافظ على تماسك الفيلم وتفاعل المشاهد مع الاحداث ولكن الذى حدث انه منذ ربع الفيلم الاول والايقاع اخذ فى الترهل ليصل قرب النهاية الى كارثة مونتاجية حقيقية تمثلت فى المزج الذى حدث بين مشهد رقص ناهد فى الملهى وتعذيب عادل واسرته . المؤثرات البصرية كانت بدائية جدا وتبعث على الشفقة والمؤثرات السمعية جعلتنى اشك كثيرا اننى اشاهد فيلم حربى , والتصوير لم يكن باحسن حالا من هذه العناصر اللهم الا فى بعض المشاهد مثل مشهد صلاة العيد , اما الموسيقى التصويرية فأكدت على انعدام الحس الموسيقى لخالد يوسف الذى جمع كوكتيلا من موسيقى كمال الطويل وياسر عبد الرحمن وحاول ان يربطها بصورته فى زواج باطل , الامر الذى تكرر ببدائية المراهقين فى محاولته لتطعيم مشهدين مهمين فى فيلمه باغانى شعبية شهيرة , ويبدو ان الرجل بالرغم من تنفيذه الركيك لمشاهد الارهابيين يصر على تأكيد فشله تقنياً باستخدامه السىء جدا جدا جدا للكروما من خلال مشهد القطار الاخير فى جريمة تلوث بصرى يعاقب عليها المجلس الاعلى للسينما بالحبس والغرامة , وبعيد عن اننى لم افهم اطلاقا سر استخدام الحرب الامريكية على العراق كدلالة لدوران عجلة الزمن فاننى لم احس بدور المكياج فى اظهار اثر هذا الزمن على شخصياته نهائيا فى امر لايقبل تفسير سوى ان الاستاذ الدكتور خالد يوسف لم يعرف ان هناك عنصر فنى يسمى المكياج او انه لم يجد ماكيير متفرغ فقرر البدء فى التصوير فورا والرهان على قلب الشعب المصرى الطيب الذى سيغفر له سوء التنفيذ المبنى على حسن النية . هناك مشاهد جيدة جدا كمشهد الاغتصاب ومشهد حلم عودة رضا وهناك لحظات سينمائية حميمية كلحظات اغانى الربابة ولكنها تبقى مشاهد ولحظات مسروقة من بناء سينمائى مشروخ .
حين ميسرة - 2007 7112-210
حين ميسرة - 2007 2374-710
حين ميسرة - 2007 663-2210
angel eyes
angel eyes
مشرف
مشرف

المساهمات : 218
تاريخ التسجيل : 06/04/2008
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى